هل يجوز تقسيط الاضاحي؟
مع اقتراب عيد الاضحى لعام 2022 وبسبب الأزمات الاقتصادية العالمية التي تحدث بسبب ارتفاع سعر الدولار في العالم كله، يتسائل العديد من المسلمين الراغبين في تقديم الأضاحي.
إجابة هذا السؤال يمكن أن تتحقق عن طريق صك الأضحية؛ لذلك سوف نتطرق في هذا المقال عن كل ما يتعلق بصكوك الأضاحي وصحة تقسيطها في الشريعة الإسلامية.
ما معنى صك الأضحية ؟
تقسيط الاضاحي السبيل الوحيد له هو صك الأضحية وهو الوثيقة التي تكون بين المضحي والجهة الموكلة بذبح الأضحية، وتوزيعها على الفئات الأكثر احتياجًا واستحقاقًا من الفقراء والمساكين، ويتم هذا عن طريق شراء سهم في الاضحية والذي يبدأ غالبًا من انتهاء رمضان حتي وقفة عرفات.
ما حكم صك الأضحية ؟
قبل التعرف على حكم تقسيط الاضاحي في الاسلام، لابد من التعرف على حكم صك الأضحية في الشريعة الإسلامية اولًا؛ لأنها الأداة التنفيذية لفكرة تقسيط الاضاحي في مصر.
صك الاضحية هذا يعتبر عقد من العقود التي أجازتها الشريعة الإسلامية وفق ضوابط وشروط معينة، والتي يتم تنفيذها في مصر عن طريق ذبح الأضاحي من خلال وزارة التموين ويتم وفقا لاحكام الشريعة الاسلامية الخاصة بعملية الذبح، أما بالنسبة لـ توزيع الأضحية فيكون بناء على الاتفاق الذي تم بين المضحي والجهة القائمة على ذبح الأضحية.
الدليل على صحته و مشروعية التوكيل والإنابة في صك الأضحية بما ورد في السنة النبوية هو ما ورد عن جواز التوكيل في البيع والشراء والصدقة، وفي الحديث الذي رواه عُروة البارقيّ -رضي الله عنه- أنّه قال: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أعْطَاهُ دِينَارًا يَشْتَرِي له به شَاةً، فَاشْتَرَى له به شَاتَيْنِ، فَبَاعَ إحْدَاهُما بدِينَارٍ، وجَاءَهُ بدِينَارٍ وشَاةٍ، فَدَعَا له بالبَرَكَةِ في بَيْعِهِ، وكانَ لَوِ اشْتَرَى التُّرَابَ لَرَبِحَ فِيهِ).
المصدر: موقع الدرر السنية
هل يجوز شراء صك الأضحية بدلا من الذبح ؟
هناك إجماع بين علماء الأمة الإسلامية على جواز شراء صك الأضحية التي تساعد على تقسيط الاضاحي، وهذا ما أوضحه الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية، حيث انه يعتبر نوعاً من أنواع الوكالة، وهي جائزة في النيابة عن الذابح في الأضحية، ولكن لسلامه صحتها لابد من التزام الموكل ببعض الشروط مثل:
- مراعاة الشروط الشرعية للأضحية من سنها وسلامتها.
- وقت ادائها الذي يبدأ من بعد صلاة عيد الأضحى إلى مغرب آخر يوم من أيام التشريق.
- يجب أن يتم توزيعها على المستحقين.
ما هي شروط صك الأضحية طبقًا للشريعة؟
دار الإفتاء المصرية توضح لنا أن هناك 3 شروط هامة في اختيار صك الأضحية الضروري في تقسيط الاضاحي، وهي كالآتي:
الشرط الأول
تكون الأضحية من بهيمة الأنعام اي الإبل بأنواعها، والبقرة الأهلية منها الجواميس، والغنم ضأنًا كانت أو ماعز وذلك امتثالا لقوله تعالى: ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ﴾ [الحج: 34]، كما أنه لم ينقل التضحية بغير الأنعام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، هذا هو الشرط الأول المتفق عليه بين جميع مذاهب الدين الاسلامى.
الشرط الثاني
الشرط الثاني هو من أهم شروط اختيار الأضحية الواجب توافرها ليصبح صك الأضحية سليم وهو سن الأضحية، حيث إنها يجب أن تكون ثنية أو فوق الثنية من الإبل والبقر والماعز، وجذعة أو فوق الجذعة من الضأن؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَذْبَحُوا إِلَّا مُسِنَّةً، إِلَّا أَنْ يَعْسُرَ عَلَيْكُمْ، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ» رواه مسلم في «صحيحه».
المصدر: موقع الأزهر الشريف
تفسير معني الجذع من الضأن هو الخروف الذي اتم 6 أشهر، ومن الماعز ما أتم سنة قمرية ودخل في الثانية دخولًا بينًا كأن يمر عليها شهر بعد بلوغ السنة، كذلك من البقر وهو ما بلغ سنتين قمريتين، والجاموس نوع من البقر، ومن الإبل -الجمال- يكون عمرها خمس سنوات فأكثر.
كما يجوز ذبح الصغيرة التي لم تبلغ السن إن كانت سمينة بحيث لو خلطت بالثنايا لاشتبهت على الناظرين من بعيد.
الشرط الثالث
هذا الشرط هو الاهم على الاطلاق لانه يشتمل على سلامة الأضحية من العيوب الفاحشة، وهي العيوب التي من شأنها أن تنقص الشحم أو اللحم إلا ما استثني من ذلك.
هل يجوز تقسيط الاضاحي؟
بعدما تعرفنا على كل شيء يتعلق بصكوك الأضحية جاء دور الاجابة على سؤال هل يجوز تقسيط الاضاحي؟، من خلال الفتوة المصدرة من دار الإفتاء المصرية والتي تنص على” شراء صك الأضحية بالتقسيط جائز شرعًا ولا حرج فيه، ولا يؤثر في قبولها عند الله تعالى ولا في حصول الإنسان على الأجر والثواب عليها”.