أيام قليلة تفصلنا عن عيد الأضحى المبارك مما جعل الكثيرين يتساءلون حول حكم الصدقة من الأضحية وايهما افضل الصدقة اما الاضحية، لذلك سنجيبك في هذا المقال علي تلك الأسئلة وغيرها من الأسئلة الأخرى التي تدور بذهنك في تلك الفترة.
ما حكم الصدقة من الأضحية ؟
تنوعت أقوال العلماء حول حكم التصدق من الاضحية، وذهبوا في ذلك إلى قولين، سنتعرف عليهم في السطور التالية:
القول الأول مبدأ الشافعية والحنابلة
اجمع كل من الشافعية والحنابلة بوجوب التصدق من لحوم الاضحية استدلالاً بقول الله -تعالى-: (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ)، وبناء على ذلك فإن الاضحية لاتجزيء عن من لم يتصدق بأي جزء منها.
القول الثاني مبدأ الحنفية والمالكيّة
اجمع كل من المالكية والحنفية باستحباب التصدق من الاضحية وعدم الوجوب، وأن هذا الأمر بالتصدق والإطعام من الأُضحية لا يفيد الوجوب والأمر اللازم وقد استدلوا على قولهم بأن الله -تعالى- شرع الاضحية تقربا إلي الله سبحانه وتعالي وشكرًا له علي نعمه وكذلك فهي ليست كفريضة الزكاة التي شرعت لعدة غايات، ومنها: التصدق على الفقراء والمحتاجين.
كما أضاف الحنفية بأن إلزام المضحي بالصدقة لا يمكن؛ لأنه قد يكون في ذلك تضييقاً عليه، ولا يحكم به إلا بدليل قطعي لا يعارض بآخر.
ما حكم الأكل من الاضحية ؟
يختلف حكم الأكل من الاضحية بناء على نوع الأضحية في حال كانت واجبة أم لا، وسنستعرض معًا حكم الحالتين فيما يأتي:
الأكل من الاضحية غير الواجبة
اتفق العلماء على استحباب أكل المضحي من أُضحيته الغير واجبة، واستدلوا على ذلك بنصوص القرآن الكريم، والسنة النبوية؛ فقد قال الله -تعالى-: (فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
ووجه الاستدلال من الآية أن الله -تعالى- شرع الأكل من الهدي، وتقاس عليها الاضحية؛ باعتبار أن كلاً منهما قربة إلي الله -سبحانه-، ومن السنة النبوية قول الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا ضَحَّى أحدُكم فلْيَأْكُلْ من أُضْحِيَتِهِ)، وقد اتفق العلماء أيضاً على استحباب إطعام الآخرين منها.
الأكل من الاضحية الواجبة
تعددت آراء العلماء في حكم أَكل المضحي من الاضحية الواجبة، كالأضحية بسبب النذر وذلك على الرغم من اتفاقهم على استحباب أكله من الاضحية غير الواجبة، وذهبوا في حكم الاكل من الاضحية الواجبة إلى عدة أقوال، ومن بينها مايلي:
قال كل من الشافعية، والحنابلة بعدم جواز الأَكل من الاضحية الواجبة؛ وذلك باعتبارها منذورة على التعيين وقياساً لها على الهَدْي المنذور.
اجمع ائمة المالكية بجواز أَكل المضحي من الاضحية الواجبة، وإطعام الآخرين منها، وقد استدلوا بقياس الاضحية الواجبة على غيرها من الأضاحي الشرعية التي يجوز الأَكل منها.
أيهما افضل الاضحية أم الصدقة؟
أجابت دار الإفتاء حول أفضلية الاضحية أم الصدقة، وقالت في فتواها إن الاضحية أفضل من الصدقة؛ لأنها واجبة أو سنة مؤكدة، وشعيرة من شعائر الدين الإسلامي.
هل يجزء شراء اللحم عن الأضحية ؟
قال الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقًا إنه لا يجزئ في الأضحية إلا الذبح وسواء ذبحها المسلم بنفسه أو وكل غيره في ذبحها كالجزار، أما شراء اللحم من الجزار فلا يجزئ في الأضحية.
كما أضاف الأطرش إنه لا يجوز شراء لحم من الجزار وينوى أن يضحي به المسلم، لأن الأضحية نسك لابد فيها من النية عند الذبح، واللحم الموجود عن الجزار لا تصحبه هذه النية.
هل يجوز التصدق بثمن الأضحية بدلًا من الذبح؟
أجمع العلماء أن المقصود من الأضحية هو تعظيم الله تعالى، وإظهار الشكر له، والامتثال لأمره سبحانه، وأجابت دار الافتاء المصرية أن التصدق بما يساوي ثمن الأضحية من الصدقات العينية التي لا تجزئ عن الأضحية، لأن الذبح في تلك الشعيرة عبادة مقصودة لذاتها، واستندوا على ذلك من قول الله تعالي:
«لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ».
ما حكم بيع الأضحية؟
لا يجوز للمضحي أن يبيع الأضحية، أو يبيع أي جزء منها، كالجِلد وما شابه ذلك، إلا أن أبا حنيفة -رحمه الله- أجاز بيع الجِلد والتصدق بثمنه، أو استخدام الاموال لشراء ما يلزم البيت.
بعد أن اجبنا عن أكثر الأسئلة التي تدور بأذهان الكثيرين وجب العلم بأنه يجوز نقل الأضحية من البلد الذي ذبحت فيها إلى بلد آخري لتوزيعها على أهل تلك البلد، ولكن لا يجوز إعطاء شيء من لحم الاضحية للذابح مقابل عمله إلا إذا كان من باب الصدقة، أو المبادلة بما ينتفع به.
