أيام قليلة تفصلنا عن عيد الأضحى المبارك وتكثر الآراء ويختلف الكثيرون حول طريقة تقسيم الأضحية شرعًا، لذلك سنتعرف في هذا المقال علي كيفية توزيع الاضحية وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية.
ما هي الأضحية ؟
تُعرف الأُضحية بأنّها ما يقدم لوجه الله تعالي من الأنعام بشروط مخصوصة وفي وقت محدد، وقد شرعت في العام الثاني للهجرة، وهي السنة التي شرعت فيها عدة عبادات أخرى، منها صلاة العيدَين والزكاة.
كما ثبتت مشروعيتها في كتاب الله والسنة النبوية و قال الله عز وجل (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)، وكذلك من السنة النبوية ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه (ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ، فَرَأَيْتُهُ واضِعًا قَدَمَهُ علَى صِفَاحِهِمَا، يُسَمِّي ويُكَبِّرُ، فَذَبَحَهُما بيَدِهِ)، كما أنها سُنّةٌ عن نبيّ الله إبراهيم عليه السلام، قال تعالى: (وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ).
بالاضافة إلي ذلك فإن فضل الأضحية عظيم عند الله، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا عَمِلَ ابْنُ آدَمَ يَوْمَ النَّحْرِ عمَلًا أحَبَّ إلى اللهِ – عزَّ وجلَّ – مِنْ هراقةِ دَمٍ، وإنَّهُ ليَأْتِي يَوْمَ القِيامَةِ بِقُرُونِها وأظْلافِها وأشْعارِها، وإنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِن اللهِ – عزَّ وجلَّ – بِمَكانٍ قَبْلَ أنْ يَقَعَ على الأرْضِ، فَطِيبُوا بِها نَفْسًا»؛ الترمذي وابن ماجه.
كيفية تقسيم الاضحية
تطرقت المذاهب الفقهية لكيفية تقسيم الاضحية وتوزيعها شرعاً، وذهبوا في ذلك إلى ثلاثة أقاويل، منها:
القول الأول رأي الحنفية والحنابلة
استحب الحنابلة والحنفية تقسيم الاضحية إلى ثلاثة أجزاء، ثلث للفقراء، وثلث للمضحي، وثلث للإهداء، وقال الحنفية إن الأفضل للمضحي إن كان ميسور الحال أن يتصدق بالثلثين ويأكل الثلث فقط.
القول الثاني وهو رأي الشافعية
اشاد الشافعية بأفضلية تقسيم الاضحية وتزيعها على الفقراء والمحتاجين وأن يأكل منها المضحي القليل.
القول الثالث وفقً لمذهب المالكية
اجمع المالكية انه لا يوجد قسمة معينة في توزيع الأضحية، فللمضحّي الحرية الكاملة في تقسيم الاضحية وتوزيعها كما يشاء، فيأكل منها ما يشاء، ويتصدق بما يشاء ويهدي ما يشاء حسب رغبته، وتوزع الأضحية كذلك على الأقارب.
قد استدلوا على ذلك بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن ثوبان مولى الرسول صلّى الله عليه وسلّم، (ذَبَحَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ضَحِيَّتَهُ، ثُمَّ قالَ: يا ثَوْبَانُ، أَصْلِحْ لَحْمَ هذِه، فَلَمْ أَزَلْ أُطْعِمُهُ منها حتَّى قَدِمَ المَدِينَةَ).
هل تقسيم الاضحية ثلاث أثلاث له أصل في الشرع ؟
بيًن الشرع كيفية تقسيم الاضحية وتوزيعها، حيث يستحب أن تقسم الأضحية إلى 3 أثلاث يأكل ثلثها ويهدي ثلثها الاخر ويتصدق بثلثها الاخير.
كذلك لو أكل أكثر من الثلث فلا حرج في ذلك وإن تصدق بأكثر من الثلث فلا حرج عليه؛ لأن تقسيمها على الاستحباب لا على الوجوب؛ وذلك وفقا لقول ابن عمر رضي الله عنهما “الضحايا والهدايا؛ ثلث لك، وثلث لأهلك، وثلث للمساكين”.
ما حكم التصدق عند تقسيم الاضحية ؟
اختلف العلماء في حكم التصدق من الاضحية عند تقسيمها وذهبوا في ذلك إلى قولين:
القول الأول وفقا للشافعية والحنابلة
اجمعوا على وجوب التصدق من لحم الأضحية استدلالاً بقَوْل الله -تعالى-: (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ) وبناء على ذلك فإن الأضحية لا تجزئ عمن لم يتصدق بأي جزء منها.
القول الثاني رأي الحنفية والمالكية
اجمع الحنفية والمالكية على استحباب الصدقة من الأضحية وعدم وجوبها وأن الأمر بالتصدق والإطعام من الأضحية لا يفيد الوجوب، وقد استدلوا على قولهم بأن الله تعالى شرع الأضحية تقربًا اليه، لذلك فمن ذبح أُضحية وأكلها كلها ولم يتصدق منها بشيء جاز له ذلك ايضًا، وأجزأت عنه.
ما حكم تقسيم الاضحية المنذورة ؟
الأضحية المنذورة يمكن أن يأكل المضحي منها، ويهدي ويتصدق على الفقراء والمحتاجين وجوبًا، وقد قال القاضي من الحنابلة بأن الأضحية المنذورة لا يجوز لصاحبها الأكل منها، ولكن الصحيح أنه يمكنه الأكل منها؛ لأن النذر يحمل على المعهود والمعهود من الأضحية هو ذبحها والأكل منها والنذر لا يغير صفة المنذور إلا بالإيجاب فقط.
ننصحك بحفظ اللحوم الغير مستخدمة في أكياس لا يزيد وزنها عن كيلو ووضعها في الفريزر، ولكن لا تضع تلك الأكياس فوق بعضها بل قم بترك مسافات بينها حتى يصل التبريد لكل الأكياس ولا يتعفن اللحم.