يحتفل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها بعيد الأضحى المبارك، ويحرصون على ذبح أضحية العيد، وترديد دعاء الذبح اقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لذا سنتعرف في السطور التالية على ما يقال عند ذبح أضحية العيد والشروط الواجب توافرها في الذبيحة والمضحي مع التعرف على أيهما افضل الذبح ام التصدق بالمال.
ما الشروط الواجب توافرها في الذبيحة ؟
هناك مجموعة من الشروط الواجب التأكد منها قبل ذبح أضحية العيد، وذلك وفقا للسنة النبوية وإجماع علماء الدين، ومن بين هذه الشروط ما يلي:
- يفضل أن تكون الذبيحة من الإبل أو الأغنام أي تكون من بهيمة الأنعام المحلل ذبحها وفقًا لمبادئ الشريعة الإسلامية.
- يلزم أن تكون الذبيحة خالية من العيوب مثل الأضاحي الموجودة في مزارع منصور.
- كما يلزم أن تكون الذبيحة ملك للمضحي فيشتريها من ماله الخاص ولا يجوز أن تكون مرهونة.
- لابد أن تكون أضحية العيد مكتملة السن المنصوص عليه وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية.
ما شروط القائم بـ ذبح أضحية العيد؟
- يشترط أن يكون القائم بعملية ذبح الاضحية مسلمًا ناضجًا جسمانيًا وعقلانيًا.
- أن يذكر البسملة أثناء عملية الذبح .. أي يقول بسم الله الله اكبر.
- كما يلزم استعمال سكينة حادة أثناء الذبح.
ما الوقت المناسب لـ ذبح أضحية العيد؟
وقت ذبح أضحية العيد الأضحى يكون من بعد صلاة العيد إلى عصر اليوم الثالث من أيام التشريق وتذبح خلال فترة النهار فقط، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الأضحية إذا تم ذبحها قبل صلاة العيد فإنها لا تعتبر أضحية.
ما دعاء ذبح أضحية العيد ؟
بحسب دار الإفتاء المصرية فإن دعاء ذبح الأضحية، يسن أن يدعو المضحي فيقول: “إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له، وبذلك أمرت، وأنا من المسلمين، اللهم منك ولك”.
كما ذكر عن جابِرِ بنِ عبد اللَّه قال ضحى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يَوْمَ عِيدٍ بِكَبْشَيْنِ فَقَالَ حِينَ وَجَّهَهُمَا: (إني وَجَّهْتُ وَجْهِيَ للذي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ إِنَّ صلاتي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَلُ الْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ عَنْ مُحَمَّدٍ وَأُمَّتِهِ)، أخرجه الامام أحمد في مسنده.
هل يجوز التصدق بالمال بدلًا من ذبح أضحية العيد؟
أجمع العلماء أن المقصود من الأضحية هو تعظيم الله تعالى، وإظهار الشكر له على نعمه والامتثال لأمره سبحانه، وأجابت دار الإفتاء المصرية أن التصدق بما يساوي ثمن ذبح الأضحية من الصدقات العينية التي لا تجزئ عن الأضحية؛ لأن الذبح في تلك الشعيرة هو عبادة مقصودة لذاتها واستندوا على ذلك من قول الله تعالي:
«لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ».
هل يجزء شراء اللحم عن ذبح أضحية العيد ؟
قال رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقًا الشيخ عبد الحميد الأطرش إنه لا يجزئ في الأضحية إلا الذبح وسواء ذبحها المسلم بنفسه أو وكل غيره بالقيام بالذبح كالجزار، ولكن شراء اللحم من الجزار او أي مكان اخر وتوزيعه على فقراء فلا يجزئ عن الأضحية؛ لأن الأضحية نسك لابد فيها من النية عند القيام بالذبح، واللحم الموجود عند الجزار لا تصحبه تلك النية.
ما احكام الأكل من الأضحية ؟
يختلف حكم الأكل من ذبيحة الأضحية بناء على نوع الأضحية في حال كانت واجبة أم لا، وسنستعرض معكم فيما يلي حكم الحالتين:
الأكل من الأضحية الواجبة
تعددت آراء العلماء في حكم أَكل المضحي من الأضحية الواجبة، كالأضحية بسبب النذر وذلك على الرغم من اتفاق مجمع العلماء على استحباب أكل المضحي من الأُضحية غير الواجبة إلي أنهم ذهبوا في حكم الاكل من الأضحية الواجبة إلى عدة أقوال، ومن بينها ما يلي:
رأي كل من الشافعية والحنابلة عدم جواز الأَكل من الأضحية الواجبة؛ وذلك باعتبارها منذوره على التعيين وقياسًا لها على الهدي المنذور.
اجمع أئمة المالكية بجواز أَكل المضحي من الأضحية الواجبة، وإطعام الآخرين منها، وقد استدلوا بقياس الأضحية الواجبة على غيرها من الأضاحي الشرعية التي يجوز الأَكل منها.
الأكل من الأضحية الغير واجبة
اتفق مجمع العلماء على استحباب أكل المضحي من أضحيته الغير واجبة واستدلوا على ذلك بنصوص من القرآن الكريم، والسنة النبوية؛ فقد قال الله -تعالى-: (فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَكُمْ تَشْكُرُونَ).
وجه الاستدلال من الآيات أن الله -تعالى- شرع الأكل من الهدي، وتقاس عليها الأضحية؛ باعتبار أن كلاً منهما قربة إلي الله -سبحانه-، وكذلك من السنة النبوية قول الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا ضَحَى أحدُكم فلْيَأْكُلْ من أُضْحِيَتِهِ)، وقد اتفق العلماء أيضاً على استحباب إطعام الآخرين منها.
بعد أن توصلنا معًا إلي إجابة معظم الأسئلة التي تدور بذهنك حول ذبح الاضحية ننصحك في حالة عدم تناول اللحوم او توزيعها أن تقسمها وتضعها في أكياس وتحفظها في الفريزر حتي يظل طعمها لذيذ ويسهل عليك طهيها.